‎20,Oct 2022

ختام أعمال المؤتمر الرابع عشر للاتحاد العام للصحفيين العرب بالقاهرة دورة الشهيدة شيرين أبو عاقلة
المؤتمر قرر تشكيل لجنة لتعديل قانون الاتحاد وبرنامج متكامل للتضامن مع الصحفيين الفلسطينيين ..

ختام أعمال المؤتمر الرابع عشر للاتحاد العام للصحفيين العرب بالقاهرة دورة الشهيدة شيرين أبو عاقلة

 اختتمت بالقاهرة أعمال المؤتمر الرابع عشر للاتحاد العام للصحفيين العرب، الذي حمل عنوان "حرية.. مهنية.. مسؤولية"، دورة الشهيدة شيرين أبو عاقلة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، ، بمشاركة 19 نقابة وهيئة وجمعية للصحفيين من 18 دولة عربية، وحضور نخبة من كبار الكتاب الصحفيين  وقال البيان الختامي  إن المؤتمر العام الرابع عشر للاتحاد العام للصحفيين العرب المنعقد بالعاصمة المصرية، القاهرة ، يومي 18 و 19 أكتوبر 2022 ، بحضور جميع النقابات والمنظمات والهيئات  والجمعيات والاتحادات المهنية العربية الأعضاء في الاتحاد . وفي ضوء النقاشات المسؤولة التي استحضرت الظروف الصعبة التي تجتازها الأمة العربية، والتحولات العميقة والجذرية التي يعيشها قطاع الصحافة والإعلام، بما يفرضه ذلك من تحديات كبرى لا تخلو من أخطار حقيقية. وبعد المداولات المستفيضة التي استحضرت الأوضاع في البلدان العربية، في ضوء كل ذلك يعلن المؤتمر العام الرابع عشر ما يلي:
بالنظر إلى حجم الجريمة النكراء الذي اقترفتها آلة العدو الصهيوني، والتي تؤكد الهوية الإجرامية لهذا العدو، من خلال اغتيال الشهيدة البطلة الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، فإن المؤتمر العام للصحفيين العرب قرر إطلاق اسم الشهيدة شيرين ابو عاقلة على هذه الدورة، اعترافاً من الصحفيين والصحفيات العرب بالأدوار الكبيرة التي أدتها هذه الشهيدة بمهنية وبشجاعة، ولتأكيد استمرار روحها الطاهرة واستدامة حضورها، وأيضاً لتجديد التنديد بهذه الجريمة، ولإعلان الاستغراب من عجز المجتمع الدولي عن فتح تحقيق نزيه ومستقل حول هذه الجريمة النكراء، وترتيب الجزاء على ذلك. والمؤتمر العام للصحفيين العرب يجدد مساندته للإجراء الذي أقدمت عليه نقابة الصحفيين الفلسطينيين برفع شكوى ضد الجناة لدى المحكمة الجنائية الدولية ويطالب بتسريع تفعيلها في أقرب وقت ممكن. كما يعلن مساندته لقرار جامعة الدول العربية الذي خصص يوماً عربياً للإعلام يخلد الذكرى السنوية لاغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة.
 وفي هذا الصدد يؤكد المؤتمر وقوف جميع الصحفيين والصحفيات العرب الأحرار مع الشعب الفلسطيني الأبي، الذي يواجه أحد أخطر مظاهر وأشكال الاستعمار في تاريخ البشرية جمعاء، وهو يتعرض من طرف هذا الاحتلال الصهيوني إلى أبشع مظاهر البطش والقتل والتعذيب والاعتقال والاختطاف ومصادرة الأراضي، بتواطؤ مكشوف من طرف قوى عالمية ومجتمع دولي يكيل بعدة مكاييل في التعامل مع القضايا الدولية، ومع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في العالم. والاتحاد إذ يتضامن مع الزملاء الصحفيين والصحفيات الفلسطينيين بقيادة نقابتهم المناضلة ( نقابة الصحفيين الفلسطينيين ) ويعرب عن استعداده الدائم لتقديم جميع أشكال الدعم والمساندة، ويعلن في هذا الصدد عن قراره تكليف لجنة بإعداد برنامج عمل متكامل لتجسيد هذا الدعم.  وفي نفس السياق يجدد المؤتمر تضامنه المطلق مع الزملاء الصحفيين اليمنيين الذين يتعرضون لأبشع أشكال الاستهداف من قتل واختطاف واعتقال وسجن دون حتى محاكمات، ويدعو في هذا السياق إلى الوقف الفوري لهذه الممارسات وإطلاق سراح جميع الصحفيين المعتقلين. إن المؤتمر العام الرابع عشر للاتحاد العام للصحفيين العرب يجدد التأكيد على أنه لا مجال للحديث عن مواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الكبرى التي تعيشها الأمة العربية دون تكريس حقيقي لحرية الصحافة، وضمان سلامة الصحفيين وصون كرامتهم، وإتاحة الفرصة أمام وسائل الإعلام العربية للقيام بدورها كاملاً في نقل الأخبار والمعلومات وتحليلها وكشف مظاهر الفساد، وأن تكون مسالك حقيقية للحوار المجتمعي الذي يعكس التعددية والاختلاف والتنوع.
إن الصحفيين والصحفيات العرب في مؤتمرهم الرابع عشر يعون جيداً أن الأمة العربية تتعرض إلى استهداف خطير من بعض القوى العالمية، التي تستخدم حرية الإعلام وسيلة للضغط والابتزاز، لفرض تحقيق مصالحها الاقتصادية والجيو استراتيجية، والأكيد أن التركيز المفاجئ لبعض وسائل الإعلام الدولية، وبعض المنظمات على دول عربية بعينها في هذه الظروف بالذات، يكشف عن نوايا خبيثة لا ترتبط بالأهداف المعلنة. لذلك بقدر دفاع الاتحاد العام للصحفيين العرب عن حرية الصحافة والتعبير والنشر داخل بلدانهم واستعدادهم الدائم للتصدي لجميع مظاهر المساس بها، فإنه بنفس القدر يؤكد دفاعه عن المصالح الوطنية والقومية المشروعة للدول والشعوب العربية، وعن تشبثه باستقلالية القرار الوطني في البلدان العربية، ورفضه لجميع أشكال الضغط والابتزاز ومحاولة فرض التبعية والموالاة.

وفي هذا الصدد يؤكد وعيه الكامل بالسياسة الاستعمارية الجديدة التي تنفذها بعض الأطراف بالوكالة عن القوى الاستعمارية، والهادفة إلى تقسيم أقطار عربية، كما هو عليه الحال في سورية واليمن وليبيا والسودان والصومال.
ويؤكد المؤتمر العام الرابع عشر للاتحاد رفضه لجميع أشكال التدخلات الأجنبية في هذه الدول، ودفاعه المستميت عن وحدة سورية واليمن وليبيا والصومال، ويعلن دعمه المطلق لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب لضمان تسوية عادلة ودائمة للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية. كما يعلن مساندته المطلقة للشعبين المصري والسوداني في حقهما المشروع في الحفاظ على أمنهم المائي في الخلاف الذي افتعلته أثيوبيا، في إطار مخطط خارجي يسعى إلى إضعاف وإنهاك هذين القطرين العربيين الشقيقين كما يطالب بإنهاء كافة أشكال الاحتلال للأراضي السورية.
 
ومن جهة أخرى فإن الاتحاد العام للصحفيين العرب يقر بأهمية وخطورة التحولات العميقة التي يخضع لها قطاع الإعلام والاتصال، والتي رافقها ارتفاع الطلب على إنتاج إعلامي يتصف بالتفاهة، بما يطرح تحديات كبرى تفرض إصلاحات عميقة. فأمام غياب صناعة منتج إعلامي يحترم المهنية والأخلاقيات ويسعى إلى الرفع من مستوى الذوق العام وينطلق أساساً من احترام الجمهور وتقديس واجبات الصحفيين ووسائل الإعلام إزاء المجتمعات، فإن الفوضى والتسيب الذي يهدد بتدمير القيم والمثل وتحطيم المجتمع، كل هذا سيجد مساحات للانتشار والتغلغل. والاتحاد العام للصحفيين العرب يميز بعمق بين حرية التعبير والنشر التي يجب أن تكون مقدسة ومحمية بقوانين وأعراف مهنية، وبين الممارسات التي تكرس النفور العام من هذه الحرية نفسها، لأن المساس بأعراض الأفراد والجماعات وبقيم المجتمع وبحرمة المؤسسات تعطي مشروعية لاستعداء هذه الحرية من طرف المواطنين، وهنا الخطورة البالغة التي تكتسيها مظاهر وأشكال صناعة التفاهة عبر وسائل الإعلام، بينما الخلل ليس في الحرية في حد ذاتها بل في استغلال هذه الحرية في غير محلها.
 
وفيما يتعلق بقضايا الاتحاد التنظيمية، فإن المؤتمر ينتهزها فرصة للإشادة بجمعية الصحفيين العُمانية من خلال استضافتها للمؤتمر العام للاتحاد الدولي للصحفيين بمسقط، وبقدرة قيادتها وأعضائها على تقديم النموذج المتفرد والناجح الذي ضمن شروط نجاح ذلك المؤتمر. كما تهنئ اتحاد الصحفيين السودانيين بالحكم القضائي الذي أعاد للشرعية مصداقيتها، والذي قرر إلغاء حل هذا الاتحاد بقرار إداري ظالم. كما يعبر عن امتنانه لنقابة الصحافيين المصرية لما بذلته من جهد لضمان نجاح المؤتمر العام الرابع عشر للاتحاد العام للصحفيين العرب. 
ومن جهة أخرى فإن المؤتمر قرر تشكيل لجنة من بين أعضائه أوكل إليها أعداد تعديلات للقانون الأساسي للاتحاد ولطرق عمله، ولجنة ثانية لإعداد وثيقة سياسية مرجعية، وإعداد برنامج متكامل لتجسيد التضامن مع الزملاء الصحافيين الفلسطينيين. كما دعا قيادة الاتحاد إلى التعجيل بتشكيل لجنة النوع الاجتماعي لتجسيد اهتمامه وانشغاله بقضايا الصحافية العربية.
وفي ختام اجتماعاته وجه الاتحاد العام للصحفيين العرب الشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على رعايته الكريمة للمؤتمر العام، والذي انعقد بالقاهرة المقر الدائم لاتحاد الصحفيين العرب.